كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قالوا حدود الحرم من جهة المدينة على ثلاثة أميال ومن طريق العراق على سبعة أميال ومن طريق الجعرانة على تسعة أميال ومن طريق الطائف على سبعة أميال ومن طريق جدة على عشرة أميال والمواقيت الخمسة التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلّم وعينها للإحرام فناء للحرم وهو فناء للمسجد الحرام وهو فناء للبيت شرفه الله تعالى فالبيت إشارة إلى الذات الإلهية والمسجد الحرام إلى الصفات والحرم إلى الأفعال وخارج المواقيت إلى الآثار ومن قصد مكة سواء كان للزيارة وغيرها لا يحل له التجاوز من هذه الأفنية غير محرم تعظيمًا لها وقس عليه دخول المساجد وحضور المشايخ أصحاب القلوب للصلاة والزيارة فإنه لابد من أدب الظاهر والباطن في كل منهما.
ذكروا أن الحجر الأسود أخرج من الجنة وله ضوء فكل موضع بلغ ضوءه كان حرمًا.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما لما أهبط آدم إلى الأرض خر ساجدًا معتذرًا فأرسل الله تعالى جبريل بعد أربعين سنة يعلمه بقبول توبته فشكا إلى الله تعالى ما فاته من الطواف بالعرش فأهبط الله له البيت المعمور وكان ياقوتة حمراء فأضاء ما بين المشرق والمغرب فنفرت من ذلك النور الجن والشياطين وفزعوا وتفرقوا في الجو ينظرونه فلما رأوه أي: النور من جانب مكة أقبلوا يريدون الاقتراب إليه فأرسل الله تعالى ملائكته فقاموا حوالي الحرم في مكان الاعلام اليوم ومنعوهم فمن ثمة تسمى الحرم بالحرم.
{إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَا} أي: بيت المقدس وسمي بالأقصى أي: الأبعد لأنه لم يكن حينئذٍ وراءه مسجد فهو أبعد المساجد من مكة وكان بينهما أكثر من مسيرة شهر.
قال بعض العارفين: أشار بالمسجد الحرام إلى مقام القلب المحرم أن يطوف به مشركوا القوى البدنية الحيوانية وترتكب فيه فواحشها وخطاياها وتحجه غير القوى الحيوانية من الصفات البهيمية والسبعية.
وأشار بالمسجد الأقصى إلى مقام الروح الأبعد من العالم الجسماني لشهود تجليات الذات.
قال في هدية المهديين: معراج النبي عليه السلام إلى المسجد الأقصى ثابت بالكتاب وهو في اليقظة وبالجسد بإجماع القرن الثاني ثم إلى السماء بالخبر المشهور ثم إلى الجنة أو العرش أو إلى طواف العالم بخبر الواحد انتهى.
{الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ} ببركات الدين والدنيا لأنه مهبط الوحي والملائكة ومتعبد الأنبياء من لدن موسى عليه السلام ومحفوف بالأنهار والأشجار المثمرة فدمشق والأردنّ فلسطين من المدائن التي حوله {لِنُرِيَه مِنْ ءَايَاتِنَآ} غاية للإسراء وإشارة إلى أن الحكمة في الإسراء به إراءة آيات مخصوصة بذاته تعالى التي ما شرف بإراءتها أحدًا من الأولين والآخرين إلا سيد المرسلين وخاتم النبيين فإنه تبارك وتعالى أرى خليله عليه السلام وهو أعز الخلق عليه بعد حبيبه الملكوت كما قال: {وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} (الأنعام: 75) وأرى حبيبه آيات ربوبيته الكبرى كما قال: {لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (النجم: 18) ليكون من المحبين المحبوبين فمن تبعضية لأن ما أراه الله تعالى في تلك الليلة إنما هو بعض آياته العظمى وإضافة الآيات إلى نفسه على سبيل التعظيم لها لأن المضاف إلى العظيم عظيم.
وسقط الاعتراض بأن الله تعالى أرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وأرى نبينا عليه السلام بعض آياته فيلزم أن يكون معراج إبراهيم أفضل.
وحاصل الجواب أنه يجوز أن يكون بعض الآيات المضافة إلى الله تعالى أعظم وأشرف من ملكوت السموات والأرض كلها كما قال تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (النجم: 18)، قالوا في التفاسير هي ذهابه في بعض الليل مسيرة شهر ومشاهدته بيت المقدس وتمثل الأنبياء له ووقوفه على مقاماتهم العلية ونحوها.
قال في: أسئلة الحكم أما الآيات الكبرى: فمنها في الآفاق ما ذكره عليه السلام من النجوم والسموات والمعارج العلى والرفرف الأدنى وصرير الأقلام وشهود الألواح وما غشي الله سدرة المنتهى من الأنوار وانتهاء الأرواح والعلوم والأعمال إليها ومقام قاب قوسين من آيات الآفاق.
ومنها آيات الأنفس كما قال سبحانه: {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا في الافَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ} وقوله: {أَوْ أَدْنَى} (النجم: 9) من آيات الأنفس وهو مقام المحبة والاختصاص بالهو {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِه مَآ أَوْحَى} (النجم: 1) مقام المسامرة وهو الهوّ غيب الغيب وأيده {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (النجم: 11) والفؤاد قلب القلب وللقلب رؤية وللفؤاد رؤية فرؤية القلب يدركها العمى كما قال تعالى: {وَلَاكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى في الصُّدُورِ} (الحج: 46) والفؤاد لا يعمى لأنه لا يعرف الكون وماله تعلق إلا بسيده فإن العبد هنا عبد من جميع الوجوه منزه مطلق التنزيه في عبوديته فما نقل عبده من مكان إلى مكان إلا ليريه من آياته التي غابت عنه كأنه تعالى قال: ما أسريت به إلا لرؤية الآيات لا إليّ فإني لا يحدني مكان ولا يقيدني زمان ونسبة الأمكنة والأزمنة إلي نسبة واحدة وأنا الذي وسعني قلب عبدي فكيف أسري به إليّ وأنا عنده ومعه أينما كان نزولًا وعروجًا واستواء {إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ} لأقواله صلى الله عليه وسلّم بلا أذن كما يتكلم من غير آلة الكلام وهو اللسان ويعلم من غير أداة العلم وهو القلب {الْبَصِيرُ} بأفعاله بلا بصر حسبما يؤذن به القصر فيكرمه ويقربه بحسب ذلك.
وفيه إيماء إلى أن الإسراء المذكور ليس إلا لتكرمته ورفع منزلته وإلا فالإحاطة بأقواله وأفعاله حاصلة من غير حاجة إلى التقريب.
وفي التأويلات وفي قوله: {إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلّم هو السميع الذي قال الله: «كنت له سمعًا فبي يسمع وبي يبصر» فتحقيقه لنريه من آياتنا المخصوصة بجمالنا وجلالنا إنه هو السميع بسمعنا البصير ببصرنا فإنه لا يسمع كلامنا إلا بسمعنا ولا يبصر جمالنا إلا ببصرنا.
وتفصيل القصة أنه عليه السلام بات ليلة الإثنين ليلة السابع والعشرين من رجب كما سبق في بيت أم هاني بنت أبي طالب واسمها على الأشهر فاختة أسلمت يوم الفتح وهرب زوجها جبيرة إلى نجران ومات بها على كفره واضطجع عليه السلام هناك بعد أن صلى الركعتين اللتين كان يصليهما وقت العشاء ونام ففرج عن سقف بيتها ونزل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام ومع كل واحد منهم سبعون ألف ملك وأيقظه جبريل بجناحه قال عليه السلام: فقمت إلى جبريل فقلت: أخي جبريل ما لك؟ فقال: يا محمد إن ربي تعالى بعثني إليك أمرني أن آتيه بك في هذه الليلة بكرامة لم يكرم بها أحد قبلك ولا يكرم بها أحد بعدك فإنك تريد أن تكلم ربك وتنظر إليه وترى في هذه الليلة من عجائب ربك وعظمته وقدرته قال عليه السلام: فتوضأت وصليت ركعتين وشق جبريل صدره الشريف من الموضع المنخفض بين الترقوتين إلى أسفل بطنه أي: أشار إلى ذلك فانشق فلم يكن الشق بآلة ولم يسل دم ولم يجد له عليه السلام ألمًا لأنه من خرق العادة وظهور المعجزات فجاء بطست من ماء زمزم واستخرج قلبه عليه السلام فغسل ثلاث مرات ونزع ما كان فيه من أذى.
وفيه إشارة إلى فضل زمزم على المياه كلها جنانية أو غيرها ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء إيمانًا وحكمة فافرغ فيه لأن المعاني تمثل بالأجسام كالعلم بصورة اللبن ووضعت فيه السكنة ثم أعاد القلب إلى مكانه والتأم صدره الشريف فكانوا يرون أثرًا كأثر المخيط في صدره وهو أثر مرور يد جبريل.
ووقع له عليه السلام شق الصدر ثلاث مرات:
والمرة الأولى: حين كان في بني سعد وهو ابن خمس سنين على ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما وأخرج في هذه المرة العلقة السوداء من القلب التي هي حظ الشيطان ومحل غمزه أي: محل ما يلقيه من الأمور التي لا تنبغي فلم يكن للشيطان في قلب النبي عليه السلام حظ وكذا لم يكن لقلبه الطاهر ميل إلى لعب الصبيان ونحوه وهو مما اختص به دون الأنبياء عليهم السلام إذ لم يكن لهم شرح الصدر على هذا الأسلوب وللورثة الكمل حظ من هذا المعنى فإنه يخرج من بعضهم الدم الأسود بالقيىء في حال اليقظة ومن بعضهم حال الفناء والانسلاخ والأول أتم لأنه يزول القلب بالكلية فينشط للعبادات كالعادات وجاء جبريل في هذه المرة بخاتم من نور يحار الناظرون دونه فختم به قلبه عليه السلام لحفظ ما فيه وختم أيضًا بين كتفيه بخاتم النبوة أي الذي هو علامة على النبوة وكان حوله خيلان فيها شعرات سود مائلة إلى الحضرة وكان كالتفاحة أو كبيض الحمامة أو كزر الحجلة وهو طائر على قدر الحمامة كالقطاة أحمر المنقار والرجلين ويسمى دجاج البر وزرها بيضتها.
قال الترمذي والصواب حجلة السرير واحدة الحجال وزرها الذي يدخل في عروتها كما في حياة الحيوان مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله أو محمد نبي أمين أو غير ذلك.
والتوفيق بين الروايات بتنوع الحظوظ بحسب الحالات والتجليات أو بالنسبة إلى أنظار الناظرين.
قال الإمام الدميري: إن بعض الأولياء سأل الله تعالى أن يريه كيف يأتي الشيطان ويوسوس فأراه الحق هيكل الإنسان في صورة بلور وبين كتفيه شامة سوداء كالعش والوكر فجاء الخناس يتحسس من جميع جوانبه وهو في صورة خنزير له خرطوم كخرطوم الفيل فجاء من بين الكتفين فأدخل خرطومه قبل قلبه فوسوس إليه فذكر الله تعالى فخنس وراءه ولذلك سمي بالخناس لأنه ينكص على عقبيه مهما حصل نور الذكر في القلب ولهذا السر الإلهي كان عليه السلام يحتجم بين كتفيه ويأمر بذلك ووصاه جبريل بذلك لتضعيف مادة الشيطان وتضييق مرصده لأنه يجري وسوسته مجرى الدم ولذلك كان خاتم النبوة بين كتفيه إشارة إلى عصمته من وسوسته لقوله: «أعانني الله عليه فأسلم» أي: بالختم الإلهي أيده به وخصه وشرفه وفضله بالعصمة الكلية فأسلم قرينه وما أسلم قرين آدم فوسوس إليه لذلك.
والمرة الثانية: عند مجيىء الوحي في بلوغه سن أربعين ليحصل له التحمل لأعباء الرسالة.
والمرة الثالثة: ليلة الإسراء وهو ابن ثنتين وخمسين ليتسع قلبه لحفظ الأسرار الإلهية والكلمات الربانية وجاء جبريل هذه الليلة بدابة بيضاء ومن ثمة قيل لها البراق بضم الموحدة لشدة بريقها أو لسرعتها فهي كالبرق الذي يلمع في الغيم، وهي دابة فوق الحمار دون البغل.
قال صاحب المنتقى: الحكمة في كونه على هيئة بغل ولم يكن على هيئة فرس التنبيه على أن الركوب في سلم وأمن لا في خوف وحرب أو لإظهار الآية في الإسراع العجيب في دابة لا يوصف شكلها بالإسراع فإنه كان يضع خطوه عند أقصى طرفه ويؤخذ من هذا أنه أخذ من الأرض إلى السماء في خطوة لأن بصر من في الأرض يقع على السماء وإلى السموات السبع في سبع خطوات لأن بصر من يكون في السماء يقع على السماء التي فوقها وبه يرد على من استبعد من المتكلمين إحضار عرش بلقيس في لحظة واحدة.
وقال في الربيع: الأبرار خد البراق كخد الإنسان وقوائمها كقوائم البعير وعرفها كعرف الفرس وعليها سرج من لؤلؤة بيضاء وركابان من زبرجد أخضر وعليه لجام من ياقوت أحمر يتلألأ نورًا.
قال في إنسان العيون: لا ذكر ولا أنثى ومن لا يوصف بوصف المذكر والمؤنث فهو حقيقة ثالثة ويكون خارجًا من قوله تعالى: {وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} كما خرجت الملائكة من ذلك فإنهم ليسوا ذكورًا ولا إناثًا.
قال عليه السلام: «فما رأيت دابة أحسن منها وإني لمشتاق إليها من حسنها فقلت: يا جبريل ما هذه الدابة؟ فقال: هذا البراق فاركب عليه حتى تمضي إلى دعوة ربك فأخذ جبريل بلجامها وميكائيل بركابها وإسرافيل من خلفها فقصدت إلى أن أركبها فجمحت الدابة وأبت فوضع جبريل يده على وركها وقال لها: أما تستحيين مما فعلت فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله من محمد فرشحت عرقًا من الحياء».
قال ابن دحية: لم يركب البراق أحد قبله عليه السلام ووافقه الإمام النووي فقول جبريل ما ركبك لا ينافيه لأن السالبة تصدق بنفي الموضوع.
فقالت: يا جبريل لم استصعب منه إلا ليضمن أن يشفع لي يوم القيامة لأنه أكرم الخلائق على الله فضمن لها ذلك.
قالوا: الورد الأبيض خلق من عرق جبريل والأصفر من عرق البراق.
وعن أنس رضي الله عنه رفعه «لما عرج بي إلى السماء بكت الأرض من بعدي فنبت الأصفر من نباتها فلما رجعت قطر عرقي على الأرض فنبت ورد أحمر ألا من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر».
قال أبو الفرج النهرواني: هذا الخبر يسير من كثير مما أكرم الله تعالى به نبيه عليه السلام ودل على فضله ورفيع منزلته كما في المقاصد الحسنة.
يقول الفقير: هذا لا يستلزم أن لا يكون قبل هذا ورد أحمر وأبيض وأصفر إذ ذلك من باب الكرامة ونظير ذلك أن حواء عليها السلام حين أهبطت إلى الأرض بكت فما وقع من قطرات دموعها في البحر صار لؤلؤًا وهذا لا يستلزم أن لا يكون قبل هذا در في البحر وقس عليه الملح فإن إبراهيم عليه السلام أتى بكف من كافور الجنة فذراه فحيثما وقع ذرة منه في أطراف العالم انقلب مملحة وكان قبل هذا ملح لكن لا بهذه المثابة.
قال عليه السلام: «فركبتها»:
قال صاحب المنتقى: الظاهر عندي أنه لم يركب لأنه عليه السلام مخصوص بشرف الإسراء فانطلق البراق يهوي به يضع حافره حيث أدرك طرفه حتى بلغ أرضًا فقال له جبريل: انزل فصل ههنا ففعل ثم ركب فقال له جبريل: أتدري أين صليت؟ قال: لا قال: صليت بمدين وهي قرية تلقاء غزة عند شجرة موسى سميت باسم مدين بن موسى لما نزلها فانطلق البراق يهوي به فقال له جبريل: انزل فصل ففعل ثم ركب فقال له: أتدري أين صليت؟ قال: لا قال: صليت ببيت لحم وهي قرية تلقاء بيت المقدس حيث ولد عيسى عليه السلام وبينا هو صلى الله عليه وسلّم على البراق إذ رأى عفريتًا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رآه فقال له جبريل: «ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا أنت قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه؟ فقال عليه السلام: بلى فقال جبريل: قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن فقال عليه السلام ذلك فانكب لفيه وطفئت شعلته».